لابد للحق من قوة تحميه

____________________

الأربعاء، 1 يونيو 2016

ارحل وعارك بالدماء لعنة عليك


ارحل وعارك بالدماء قضى عليك فكل الذي جنيته مدونٌ عليكْ .. فانفد بجلدك وارتحل اعتدتَ أن تخاطُب الشعبَ دوماً مداهناً متغطرساً مُتعالياً فارحل وقهر الناس محسوبٌ عليكْ .. لا تنتظر طفلاً يتيماً بنظرته الحزينةِ أنْ يفهم قتلَ أبويه لا تنتظر أرملة الضحايا تُخدع في نفاقِك أو ستحزنُ عليك .. لا تنتظر أمََّا تطاردُها دموعَ المغيبين خلفَ قضبانٍ لديكْ .. لا تنتظر صفحاً جميلاً فآلام اليتامى ستطاردُ الراحةَ فى عينيكْ .. وعلي يديكَ قد عذبت شعبا آمنا مهما طال الزمان لن يفارقَ مقلتيكْ .. كل الصغار الضائعينَ علي بحارِ الدمِ في الطرقات صاروا شهودا على كتابِكَ فكل ما أخفيته مدونٌ عليكْ .. كل الحوادثِ فى البلادِ والسجون تحملُ لعناتِها وستلحقُ كل من لديكْ .. فهل تبقـّي من رحمة الخلق ما يمكنُ أن يكونَ واصلا إليكْ .. هذا مصيرُكَ المحتومُ فى مزابلِ التاريخِ مكتوبٌ عليكْ .. والثكالى واليتامى والفقراءُ ومن انتهبت شهودٌ عليكْ .. ارحلْ بظلمِك المُدَوَّنِِ قبلَ طوفانٍ سيدمرُ مالديكْ .. ***** يامن خَرِبَتْ فى عهدِك كلُ المساجدِ والمصالحِ والأراضى تدمرتْ وينعقُ فى أرجائِها شبحُ البوارِ انظرْ إلي البلدانِ أمرضتَ أهلـَها يباغت فيها الموتُ شباناً ورضعَ لاإثم أتوْا ولا ذنبَ فعلوا غير أن أقدارًا عليهم قد اتتْ بما فعلتْ يديكْ .. أفعالُ الشياطينِ أنتم تفوقتم عليها بما أقدمتم عليهْ مهما تعللتَ أمامَ ربِّكَ لنْ تنالكَ رحمةً قد انعدمتْ لديكْ .. فما رحمت دموعَ أمِّ بكت فلذات كبدٍ او شقيقاً ناهيكَ عن زوجٍ وأبٍ قد قضوْا لديكْ .. فى غياهبِ الظلماتِ معتقلا أو سجينَ رأىٍ أو شريفاً ثائرا عليكْ ***** لا أسفَ يكون مع رحيلِكَ فالناسُ قد فطموا الأسفَ لقسوةٍ عاملتهم بها كقطيعِ حيوانٍ أعجمٍ صامتٍ أو عبيدٍ ملكَ يديكْ .. لاعفو يكون من سماحٍ يبدو عليكْ .. بل وجهٌ عبوسٌ كئيبٌ وهلاكُ فى راحتيكْ .. ألهبت ظهورَ شعبِ وانتهبتَ بالأكاذيبِ ودوما تضحكُ فى بلاهةٍ وتظنُّ أنَّ الناسَ قد ركنت إليكْ .. اسمعْ لشعبٍ في ثري الفسطاطِ يزمجرونَ فهذا ولدٌ ينَعي أباه أو أخاه وجثث الضحايا علي المفارقِ بين مقتولٍ أو مشردٍ أو مُصابٍ يدفنُ الألمَ العميقِ فماذا تركتَ الآن في مصرَنا من ذكري علي وجه الجداولِ غير دمعٍ كلما اختنقتْ يسيلْ صمتُ الشواطئ وحشةُ المدنِ الحزينةِ بؤسُ أطفالِ صغارِ أمهاتٌ في الثري الدامي صراخٌ أو عويلْ طفلٌ يفتش في ظلامِ الليلِ عن أبٍ تواري يسأل الأعمامَ في فزعِ ولا يجدُ الحنانَ سربُ الحقول علي ضفافِ النهر يصرخُ هل تُري شاهدتَ يوما غضبة الشطآنِ من قهرِ الزروعِ والآن فارحلُ عن ثري مصرَ تحملُ عارَكَ المسكونُ بالأمنِ المزيفِ وحلمَكَ الواهي الهزيلِ بالكرسيِ فارحلْ وعاركَ بالدماءِ قضى عليكْ ********** هذي سفينَتك الكئيبةُ في سوادِ الليلِ سوف ترحلُ لا أمانَ.. ولا شراعَ بل تمضي وحيداً في ارذل العمرِ لا عرشَ لديكَ ولا متاعَ.. ولا أهَل.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ لا سنداً.. ولا أتباعَ .. كلُّ العصابةِ سوف تفترق وإلي الجحيمِ مصيرهم بعد ظلم وانتهابٍ للضياع .. وأنت تنتظرُ الإعدامَ بعد أن سقط القناعْ .. الكونُ في عينيكَ كان مواكباً للشرِّ والدنيا قطيعٌ من رعاعْ .. الأفق يهربُ والسفينةُ تختفي بين العواصفِ.. والقلاعْ .. هذا ضميرُ الشعب يصرخُ والشموعُ السودُ تلهثُ خلفَ قافلةِ الخيبة بلا وداعْ والدهر يروي قصةَ الخنزير الذى يكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذبُ ثم يحترفُ التنطُّعَ.. والبلادةَ والخداعْ هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ .. *********** ما عاد يُجدي أن تُعيد عقاربَ الساعاتِ يوماً للوراء .. أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ وأنت تُخفي من حياتكَ صفحاتِك السوداءْ .. هذا كتابك في يديكَ فكيف تحلم أن تري عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ .. الأمسُ ماتَ ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ .. وإذا اغتسلتَ من الذنوبِ فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ .. وإذا برئتَ من الدماءِ فلن تُبَرِّئَكَ السماءْ .. لو سالَ دمعك ألفَ عامِ لن يطهرَكَ البكاءْ .. كل الذي في الأرضِ يلعنُ وجهكَ المرسومَ من فزعِ الصغارِ وصرخة الشهداءْ .. أخطأتَ حين ظننتَ يوماً أن في التاريخ أمجاداً لبعضِ الأغبياءْ .. ارحل وعارك بالدماء قضى عليكْ ********** وجهٌ كئيبٌ وجهُك المنقوشُ فوق شواهدِ الموتي وسكان القبورْ .. أشلاءُ الضحايا والدمارُ سفينةٌ سوداءُ تقتحمُ المفارقَ والجسورْ .. انظر إلي الأطفال يرتعدون في صخب الليالي السود والحقدُ الدفينُ علي الوجوهِ زئيرُ بركانِ يثورْ .. وجهٌ قبيح وجهك المرصودُ من عبثِ الضلالِ.. وأوصياءِ الزورْ .. لم يبق في مصر شيءٌ فالرصاصُ يطل من جثثِ الشوارعِ والرَّدَي شبحٌ يدورْ .. حزن المساجد والمنابرِ تشتكي صلواتُها الخرساءُ من زمنِ الضلالةِ والفجورْ .. ارحل وعارك بالدماء قضى عليكْ ************ ما عاد يُجدي أن يفيقَ ضميركَ المهزومْ .. أن تبدي أمامَ الناسِ شيئاً من ندمْ .. فيداكَ غارقتانِ في أنهار دمْ .. شبحُ الضحايا والمدي قتلي ووجه الكونِ أطلالٌ.. وطفل جائعٌ من ألفِ عامِ لم ينمْ .. انظر للأراضى علي الضفافِ وقد تبدل حالهُا واستسلمتْ للموتِ حزناً والعدمْ .. شطآن مصر وكيف اعتلاها الخرابُ ومات في أحشائها أحلي نغمْ .. وطنٌ عريق كان أرضاً للبطولة والفداء صار مأويً للزبالة والرممْ .. الآن يروي الهاربونَ من الجحيمِ حكاية الذئبِ الذي أكل الغنمْ .. كان القطيع ينام سكراناً من الأمن المخيم والخيرات والنعمْ .. منذ الأزلْ كانوا ومازالوا كنانة َالله فى الأرض وأنت أغرقتها بطوفانِ التشرذم والخنوع فاسترختْ سنيناً في الألمْ .. يحكون عن زمن النطاعةِ عن خيولِ خانها الفرسانُ عن وطنِ تآكل وانهزمْ .. والراكعون علي الكراسي يضحكون مع النهاية لا ضميرَ.. ولا حياءَ ولا ندمْ .. الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ يجمع الحراسَ فيها والخدمْ .. ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ ويري الفضاء مشانقاً سوداءَ تصفعُ كل جلادِ ظلمْ .. والأمةُ الخرساءُ ستروي قصة الذئبِ الذي خدعَ القطيعَ ومارسَ التزويرَ والتنطعَ والفسادَ واغتصبَ الغنمْ .. ارحلْ وعاركَ بالدماء لطخ يديكْ ************ ما زلت تنتظرُ وتأملُ فى البقاء بلا حياء أو ملامحْ ... بعدما سكبتَ علي وجه الزمانِ كلَّ الفسادِ والاغتصابِ وما ارتكبتَ من المآسي والمذابحْ .. قد كنت تحلمُ أن تخادعنا ولكنَّ الشواهدَ والمقابرَ لا تصافحْ .. إن كنتَ ترجو العفو منهم كيف للأشلاءِ يوماً أن تسامحْ .. بين القبورِ تطلُ أسماءٌ وتسري صرخةٌ خرساءُ نامت في الجوانحْ .. فرقٌ كبيرٌ بين سلطانِ يتوِّجُه الجلالُ وبين سفاح تطارده الفضائحْ.. الآن سترحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ ********** في موكبِ التاريخِ سوفِ يطلُ وجهك المشئوم بين تجارِ الدماءِ وعصبةِ الطغيانْ .. ارحل وغادرْ تلاحقك الجرائم قد فعلت وليس لنا النسيانْ .. فالأرضُ تنزع من ثراها كلَّ سلطان تجبر كلَّ وغْدٍ خانْ .. الآن سوف تلعنك امهات الضحايا والدماء فى الأكفانْ .. سيطل وجهك دائماً في ساحةِ الموتِ الجبانْ .. وتري النهاية َرحلةً سوداءَ سطّرَها جنونُ الكرسى والعدوانْ.. في كل عصر سوف تبدو قصة من لعنة العنوانْ .. في كل عهدِ سوف تبدو صورةً للزيفِ والتضليلِ والبهتانْ.. في كل عصرِ سوف يبدو وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص فكيف ترجو العفو والغفرانْ .. قُلْ لي بربكَ ..كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ ؟! .. ما أسوأَ الإنسانْ حين يبيع سرَّ اللَّه للشيطانْ .. ارحلْ وعاركَ بالدماء غطَّى يديكْ في عمرك الباقي سوف يزورك القتلى بلا استئذانْ .. وتري قتلاك الراحلينَ شريط لعنات علي الجدرانْ .. يتدفقونَ من النوافذِ من ساحات الموتِ أفواجاً علي الميدانْ .. يتسللونَ من الحدائقِ والمنازل من انحاء الأرضِ كالطوفانْ .. وتري بقاياهمْ بكل مكانْ ستدور وحدك في جنونِ تسألُ الناسَ الأمانْ .. أين المفرُ وكل ما في الأرضِ حولكَ يُعلن العصيانْ ؟! .. الناسُ .. والطرقاتُ .. والشهداءُ والقتلى وعويلُ النهر والشطآنْ .. والآن لا جيشٌ .. ولا بطشٌ ولا سلطانْ .. وتعود تسأل عن رجالك : أين ذهبوا ؟! كيف فر الأهلُ ..والأصحابُ والخلانْ ؟! .. يرتد صوتُ الموت يجتاح البلادَ لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ .. هربوا جميعا ً بعد أن سرقوا المزادَ .. وكان ما قد كانْ ! ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ .. حشدُ الشباب المبعثرين علي جناحِ الموتِ أسماءٌ لها العنوانْ .. صور الضحاياوالدماءُ زكيةٌ تنزف من مآقيهم بكل مكانْ .. أطلالُ مصرَ حزينة ٌ صرخةُ امرأةِ تقاومُ لوعة الفقدانْ .. صوتُ الشهيدِ علي طرقات مصر يقرأ سورةَ الفرقانْ .. وعلي امتدادِ الأفقِ مئذنةٌ بلونِ الفجرِ في شوقِ تعانق الآذانْ .. المنتظرون لمصيركَ يرفعون رؤوسهم وتُطل أيديهم من الأكفانْ .. مازلتَ تسأل عن ديانتهم وأين الشيخُ.. والتلميذُ.. والطفلان ؟ .. هذي أياديهم تصافحُ بعضَها وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ .. يتظاهرُ البحري.. والنوبي والشرقي والبحري الآن خرجوا وسيطردونك ويلعنون مجازرالشيطانْ .. حين استوي في الأرض خلقُ اللَّه كان العدلُ صوتَ اللَّه في الأديانْ .. فتوحدت في كل شيء صورةُ الإيمانْ .. وأضاءت الدنيا بنور الحق في التوراةِ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ .. اللَّه جل جلاله.. في كل شيء كرم الإنسانْ .. لا فرقَ في لونِ.. ولا دينِ ولا لغةِ .. ولا أوطانْ .. الشمسُ والقمر البديعُ علي سماء الحب يلتقيانْ .. العدلُ والحقُ المثابر والضميرُ.. هدًي لكل زمانْ كل الذي في الكون يقرأ سورةَ الرحمنْ .. ويرسم صورةَ الإنسانْ.. فاللَّه وحدنا وفرق بيننا الطغيانْ .. فاخلعْ ثيابكَ وارتحل فعارك بالدماءِ لطخ يديكْ فالأرضُ كل الأرض ساخطةٌ عليكْ